مع زيادة الوعي العالميّ بخصوص الهدر والضّرر البيئيّ الكامنيْن في هذا التوجّه، ظهر توجّه معاكس يطالبُ بإنشاء علاقاتٍ تبادليّة مستديمة في حديقة الزينة. تُعرَّف البستَنة المُستدامة بأنّها بستَنة تراعي احتياجات الجيل الحاليّ دون الإضرارِ باحتياجات الأجيال القادمة. إنها تشمل تخطيط حديقةٍ تُراعي المُركّبات الموجودة في الموقع – المنظر الطبيعيّ، التربة، البيئة والنباتات المُلائمة للمنطقة، وتتميّز بمستوى صيانة منخفض وبتطبيق أساليب بستَنة تُثري خصوبة التربة، تُعزّز المقاومة الطبيعيّة للنبتة ضدّ الأمراض والأجسام الضارّة، والامتناع قدر الإمكان عن استخدام أسمدة وموادّ كيميائيّة. الهدف الأساس للبَستَنة التي من هذا النوع هو الوصول إلى تحقيق توازن بين جميع مركّبات الحديقة على المدى البعيد.
رمات هنديف بالأرقام
أبوابُ رمات هنديف مفتوحةٌ أمام الزّائرين 365 يومًا في السنة (باستثناء يوم الغفران). يدخل الموقع أكثر من 300 ألف زائر سنويًّا، ويتمتّعون بمساحات البارك الطبيعيّ الشّاسعة التي تمتدّ على 4,500 دونم، وتضمّ مسارات للمشي ومسالك للدرّاجات الهوائيّة. في قلب البارك الطبيعيّ، تمتدّ على مساحة 70 دونمًا حدائق الذكرى للبارون روتشيلد وعقيلته.
كحلقة وصل بين مركزي الاهتمام هذيْن، يقع مجمّع مركز الزّائرين، الذي يتمّ فيه – جنبًا إلى جنب – الاعتناء بنباتات بريّة بارزة، وبنباتات مزروعة.
تتجلّى البستَنة المستدامة من خلال حدائق الذكرى، مركز الزّائرين و”المساحة الخضراء” بأشكالٍ عدّة:
1. رعاية موارد المنظر الطبيعي: تمّ من خلال تخطيط حدائق الذكرى، منذ 1936، تخصيص أقلّ من 50% من مناطق الحديقة للنباتات المزروعة. بقية المساحة (نحو 40 دونمًا) ظلّت مزيّنة بنباتات بريّة محليّة. عمليًّا، في فصول السّنة الأربعة، يحظى زوّار الحديقة برؤية مناظر نباتيّة طبيعيّة داخل الحدائق نفسها.
في فصل الصيّف الجافّ، تبرز النباتات المزروعة بألوان أوراقها المختلفة (مثل الأكاليفا والدورانتا الذهبيّة) وبنسيجها الخلاب (مثل الأسبراجوس الكثيف الأزهار). الأغلبيّة العظمى من النباتات تُعتبر مُتعدّدة السّنوات، ولا تحتاج إلى صيانةً مُكثّفة.
أثناء بناء مركز الزوّار، استُثمرَت جهودٌ كبيرةٌ للحفاظ على ثراء المنظر الطّبيعيّ الراهن، مثل شجر الخرّوب، الصنوبر والبلّوط. في عمليّة البستنة، تمّ دمج صخورٍ جميلة، بما عليها من نباتات. الصخور التي حُفرَت في المكان تمّ طحنُها ودمجُها أثناء البناء.
تمتدّ على سطح المبنى أرض مختلطةٌ مع صخور مطحونة وغنيّة بالسّماد من إنتاج رمات هنديف.