مسار إسرائيل
جزء من المقطع رقم 16 في مسار إسرائيل، الذي يمتدّ من جبل “حورشان” وحتّى جسر الزّرقاء ويمرّ عبر رمات هنديف.
طول المقطع الذي يقع ضمن نطاق رمات هنديف هو 3 كم.
جزء من المقطع رقم 16 في مسار إسرائيل، الذي يمتدّ من جبل “حورشان” وحتّى جسر الزّرقاء ويمرّ عبر رمات هنديف.
طول المقطع الذي يقع ضمن نطاق رمات هنديف هو 3 كم.
وصف المسار:
– يدخل مسار إسرائيل إلى نطاق رمات هنديف بجانب مدرسة أورط هشومرون. يتسلّق المسار إلى أعلى، عبر بركة، نحو عين تسور وحمّام من الفترة الرّومانيّة.
البركة
في البركة والمنطقة المحيطة بها، تجري تجربة لإقامة موطن رطب. من بين النّباتات المائيّة التي تنمو هنا، نجد كتلا كثيفة من كرفس المستنقعات، وهو من عائلة الكرفس المُبَستَن (“السّلري”).
أُقيمت الحديقة بهدف إتاحة وجود النّباتات والحيوانات التي تنمو في المواطن الرّطبة، وهي أيضًا مركز تعلّم مهمّ بالنّسبة لقسم التّعليم في رمات هنديف.
لنستمرّ في طريقنا نحو الحمّام.
الحمّام
أمامنا حمّام من الفترة الرّومانيّة. كان الحمّام يحصل على مياهه من عين تسور المجاورة، وهكذا تسنّى لسكّان أم العلق (والتي أصبحت اليوم خربة أم العلق) أن يستخدموا المياه السّاخنة للاستحمام. المبنى مُقسَّم إلى أربع غرف مرتّبة في صفّ واحد. من المدخل، كان المُستحمّون ينزلون سبع درجات نحو حجرة الملابس (أبوديتاريوم). في زاوية هذه الغرفة، كان هناك حوض من المياه الباردة (فريدجيدريوم). بعد الغطس في مياه الحوض، كان المستحمّون يتّجهون نحو الغرفة الوسطى (تبيدريوم) ثمّ نحو الغرفة السّاخنة (كلدريوم). إنتبهوا إلى الأعمدة الكثيرة الموجودة هنا؛ هذه الأعمدة كانت تحمل أرضيّة الغرفة السّاخنة. إلى الفضاء المتكوّن أسفل الأرضيّة، كان يصل الهواء السّاخن من جهاز التّسخين المجاور الذي كان يسخّن أرضيّة هذه الغرفة.
يجتاز المسار حوض السّباحة ليصل إلى منطقة عين تسور، والتي تضمّ نبعًا، وقناة، وقنطرة وبركة مبنيّة لجمع المياه.
قنطرة عين تسور والمحيط المائيّ
في قنطرة عين تسور حُفِرَت في الصّخور ثلاث قوائم عموديّة، وبين كلّ اثنتَين منها 11 مترًا. الهدف منها كان تهوئة القنطرة وإدخال الضّوء إليها، وهو ما كان يساعد في عمليّة ترميمها. طول القنطرة هو 47 مترًا، ويتقفّى مسارها الملتوي أثر الشّق الطّبيعيّ الذي يمكن رؤيته في الصّخر، والذي يشكّل مصدر النّبع. في شتاء العام 2001، أحدث فيضان ضررًا في سطح القنطرة، ما سدّ المدخل إليها.
في الفترة الرّومانيّة، استُخدِمَت القنطرة لجمع المياه. تمّ سدّ مدخل القنطرة وذلك لرفع مستوى المياه في المكان وإقامة بركة.
بركة جمع المياه الكبيرة الموجودة في طرف قناة المياه كانت تُستخدم كبركة لتزويد المياه للبساتين والحقول، وكانت تُستخدم كذلك للاستحمام. عند إنشاء بيت آل خوري، فوق الموقع الأثريّ (في العام 1880 تقريبًا)، تمّ نقل المياه من عين تسور إلى البركة الجديدة المبنيّة من الحجر، والتي تقع إلى غربي بركة الجمع الرّومانيّة. قامت نواة من خرّيجي وحدة “بيتار” العسكريّة بإقامة مستوطنة صغيرة في العام 1939 فوق التّلّة الواقعة إلى شرق النّبع، وهي “تل تسور الجديدة”، وذلك كجزء من مستوطنات “حوماه أوميغدال”. هذه الوحدة بنت بركة إسمنتيّة من المياه الضّحلة بجوار البركة الرّومانيّة، ومنها تزوّد سكّان المستوطنة بالمياه.
الكولومباريوم (برج الحمام)
الكولومباريوم عبارة عن برج دائريّ كان طوله 18 مترًا. يدلّ اسم هذا المبنى على وظيفته، فالكلمة اللّاتينيّة “كولومبا” تعني “حمام”. بحسب محاولات إعادة بناء وتخيّل المبنى، يبدو أنّ الحمام كان يدخل إلى البرج من خلال فتحات كانت موجودة في قسمه الأعلى، وكانت تضع البيض في جيوب داخليّة صغيرة بُنيت من أجلها في جدران البرج، وكذلك في جدارَين داخليّين متعامدَين. كان الحمام هنا يُستخدم لأغراض عدّة، من بينها تسميد الحقول بإفرازاته وتوفير اللّحم والبيض. كذلك، كان الحَمام يُستخدم في الطّقوس اليهوديّة أو الوثنيّة.
ينعطف المسار يسارًا ويستمرّ غربًا نحو موقع أثريّ كبير المساحة.
الموقع الأثريّ في خربة أم العلق
إنّ الحفريّات الأثريّة التي جرت هنا كشفت عن موقع متعدّد الطّبقات، بدأ الاستيطان فيه منذ فترة ما قبل التّاريخ، أي قبل ما يزيد عن 10,000 سنة. إستمرّ الاستيطان في العصر الحديديّ، وفي الفترة الفارسيّة، والهيلينيّة والرّومانيّة، حتّى القرن الثّاني بعد الميلاد. الموقع كما نراه اليوم، بعد أن تمّت إعادة بنائه، يسترجع الشّكل الذي كان عليه في بداية الفترة الهيلينيّة، أي عندما كانت المستوطنة في أوجها. أبرز ما نراه في المكان هو الجدار والأبراج التي كانت تُحيط بالمستوطنة. تجدّد الاستيطان هنا في نهاية الفترة العثمانيّة، مع إقامة قرية أم العلق. أثناء الحفريّات، وُجِدت مكتشفات كثيرة وغنيّة، تدلّ على أسلوب حياة السّاكنين في المكان في مختلف الفترات، وعلى استمرار وجود هذا الموقع في هذه النّقطة الإستراتيجيّة، بجوار مصدر مياه وفي وسط منطقة زراعيّة خصبة.
يمرّ المسار بمحاذاة بيت آل خوري. يُنصح بزيارة الموقع قبل الانعطاف والاستمرار في السّير.
بيت آل خوري
هذا المبنى هو ما تبقّى من بيت المزرعة الرّيفيّة التي بنتها عائلة الخوري في العام 1880. كان البيت عبارة عن سلسلة من الغرف التي كانت تُحيط بساحة داخليّة. لبناء البيت، استخدمت العديد من حجارة الفيلا الرّيفيّة القديمة الموجودة في خربة العقب. كان أبناء عائلة الخوري من المسيحيّين، إلّا أنّهم بنوا لأجل المزارعين المستأجرين من المسلمين مسجدًا – وهي القاعة الكبرى البارزة في الجهة الجنوبيّة من المنزل.
في العام 1913، قام “اتّحاد الاستيطان اليهوديّ” باقتناء مزرعة الخوري بِاسم البارون بنيامين إدموند دي روتشيلد. اليوم، باتت المزرعة والأراضي المجاورة لها منطقة رمات هنديف كما نعرفها اليوم.
بين العام 1919 والعام 1923، سكنت في المكان ثلاث مجموعات من الطّلائعيّين. ولكن بسبب الظّروف الصّعبة، والأمراض والكوارث، لم تنجح محاولات الاستيطان في هذا الموقع.
ما زالت هناك في المنزل بقايا تدلّ على حياة مجموعات الطّلائعيّين، مثل الأرضيّة التي صُبَّت في العام 1920 في قاعة المسجد، التي أصبحت تُستخدم كغرفة طعام. كذلك، ما زال يمكننا أن نرى فرن الطّوب الأسخم في المطبخ.
كسّارات قديمة
في رمات هنديف وجدت كسّارات جيريّة قديمة كثيرة، كانت تزوّد المستوطنات القديمة الواقعة في نطاق رمات هنديف بالحجارة للبناء، ويجوز أيضًا أنّها كانت تزوّد المناطق المجاورة بالحجارة ذاتها. هذه الكسّارات سطحيّة، وذلك لأنّ سمك الطّبقة الجيريّة هناك كان أقلّ من ستّة أمتار. عند وصول العاملين في الكسّارة إلى طبقة الصّخور الرّخوة الموجودة أسفل الطّبقة الجيريّة، كانوا يتوجّهون إلى منطقة أخرى لاستخراج الحجارة. مع مرور الوقت، اكتست غالبيّة الكسّارات بالغبار والأعشاب، في حين تحوّلت كسّارات أخرى إلى مراكز لتجميع المياه في الشّتاء الماطر، أو مراكز لتربية الضّفادع والعلاجيم وغيرها من الحيوانات.
من هذه النّقطة، يستمرّ المسار نحو “نقطة التقاء المسارات”، التي تجمع بين مسارات التّنزّه الثّلاثة الرّسميّة في الحدائق. يُحبّذ الاستراحة في تلك النّقطة لوهلة قصيرة لزيارة الحدائق التّذكاريّة المُبستنة.
الحدائق التّذكاريّة
قبل متابعة السّير في المسار، ندعوكم إلى وضع الحقائب جانبًا (يمكنكم حفظها في خزائن مع أقفال)، وإلى الاستمتاع بزيارة حدائق رمات هنديف الفريدة، وحدائق تخليد البارون بنيامين إدموند دي روتشيلد وزوجته عادا.
صُمِّمَت الحدائق المُبستنة والملوّنة كي تبدو كأنّها منقطعة انقطاعًا جميلًا وهادئًا عن ضوضاء الحياة اليوميّة. في مركز المكان – مغارة قبر البارون وما حولها – هناك حدائق يمكنكم زيارتها لرؤية البستنة الدّقيقة، والدّمج بين النّباتات البرّيّة ونباتات الزّينة، ومختلف العروض المائيّة (قنوات، ونوافير وشلّالات) وغيرها.
الخدمات المُتوفّرة في المكان:
– على مقربة من محطّة المعلومات، هناك خزائن مع أقفال يمكنكم استخدامها دون مقابل.
– هناك مراحيض ومياه شرب.
في محطّة المعلومات في رمات هنديف، يمكنكم الحصول على ختم “جواز سفر” مسار إسرائيل.
ساعة افتتاح المحطّة: من الأحد إلى الخميس والسّبت بين السّاعة 08:00 – 16:00، والجمعة 08:00 – 14:00.
بعد زيارة الحدائق، سوف نعود إلى “نقطة التقاء المسارات” لنكمل طريقنا في مسار إسرائيل المحاذي للمسار الأحمر – مسار العزبة، الذي سوف يقودكم نحو خربة العقب، وذلك لرؤية منظر رائع ومثير جدًّا.
خربة عقب
إسم الخربة العبريّ يحافظ على الأصل العربيّ – خربة منصور العقب. في واجهة المكان نُصبت لافتة مع نصّ أحمر يشرح عن مميّزات المكان الذي يعود إلى فترة الهيكل الثّاني. أمّا النّص الأخضر فيشرح عن الفيلا الرّيفيّة التي بُنيت على أنقاض العزبة في الفترة البيزنطيّة.
تمّت إعادة تأهيل الموقع الأثريّ لذكرى أنشل روتشيلد رحمه الله (1955 – 1996). في الأراضي المُحيطة بالخربة، زُرِعَت أشجار زيتون، وتين وعنب، وهي أشجار كانت مهمّة في الماضي في منطقة رمات هنديف وفي أرض إسرائيل بأكملها (والدّليل على ذلك هو معصرة الزّيتون ومعاصر العنب في خربة عقب). كذلك، كانت تزرع هنا الأعشاب، مثل المردقوش السّوري، والجعدة والفيجم.
معصرة العنب – في الجهة الغربيّة من المكان، الذي يطلّ على ساحل جبل الكرمل، اكتُشِفَت منشآت زراعيّة عديدة تابعة للعزبة، تعود إلى أيّام الهيكل الثّاني. وبجوار المدخل الغربيّ، وُجِدَت معصرة لدراسة العنب (وجدت معصرة أخرى بجانب الجدار البيزنطيّ). غالبيّة أجزاء المعصرة محفورة في الصّخر، باستثناء الجدران الجانبيّة، والتي بُني بعضها وطُلي، على ما يبدو. أرضيّة الدّراسة كانت محفورة هي الأخرى في الصّخر، ومطليّة بطبقة من الطّلاء الجيريّ الأبيض. الأرضيّة مائلة بعض الشّيء باتّجاه بئر تجميع العصير. أمّا العصر الأخير للعنب في المعصرة، فكان يتمّ بواسطة عارضات وأوزان، كالمعتاد في أرض إسرائيل في تلك الأيّام.
معصرة الزّيتون – إلى شمالي (إلى اليمين) معصرة العنب، هناك حجر دائريّ وثقيل. هذا الحجر (“حجر الرّحى”) هو جزء من معصرة الزّيتون. في هذه المنشأة، كان يتم طحن الزّيتون تحضيرًا لاستخراج الزّيت.
الجرين – في الجرين، كان يتمّ ضرب السّنابل بأداة خاصّة لدراسة الحنطة، ومن ثمّ، كان يتمّ فصل البذور من القشرة بواسطة رميها في الهواء، هكذا، كانت البذور الثّقيلة ترسب في مكانها، في حين كانت القشرة الخفيفة تطير جانبًا. وقد كان موقع الجرين، على حافّة الجبل مع كلّ الرّياح الغربيّة التي تهبّ هنا، عاملًا مساعدًا في هذه العمليّة.
حقل الحنطة الذي استُخدم لإحضار السّنابل إلى الجرين كان يغطّي، على ما يبدو، المساحة الكبيرة الواقعة إلى شرق العزبة. أرضيّة دراسة الحنطة تقع إلى الجهة الشماليّة من معصرة الزّيتون، في الزّاوية الشّماليّة الغربيّة من الموقع كما كان في أيّام الهيكل الثّاني.
ساحة الإطلال – عند سفح الجبل، تمتّد المنطقة السّاحليّة أمام جبال الكرمل. نرى كيبوتس معغان ميخائيل شمالًا، وإلى اليسار جسر الزّرقاء، وقيسارية وأور عقيبا. إلى الجنوب، نرى الكثبان الرّمليّة المحيطة بقيسارية القديمة، وإلى جوارها المداخن التّابعة لمحطّة الطّاقة “أوروت رابين” في الخضيرة. إلى الشّرق نرى جبال نبالس، ورموت مناشيه والكرمل. يمكننا أن نتميّز “قرن الكرمل”، المحرقة البارزة فوق سلسلة الجبال.
معصرة العنب البّيزنطيّة – في منطقتنا، من النّادر أن نجد معاصر دائريّة الشّكل. المعصرة الدّائريّة هذه لها أرضيّة دراسة مبلّطة بفسيفساء ومنشأة لتثبيت برغيّ خشبيّ. هذان العنصران هما من مميّزات الفترة البيزنطيّة في معاصر العنب. كان البرغيّ يستخدم كمدحلة لاستخراج بقايا العصير من العنب بعد الانتهاء من دراسته في المعصرة. كان العصير يتدفّق نحو بئر تجميع كبيرة.
بئر ماء – إلى جنوب-شرق معصرة النّبيذ، نجد بئر الماء الثّانية في خربة العقب. سعة البئر حوالي 50 مترًا مكعّبًا. كانت البئر نشطة في الفترة البيزنطيّة، وعلى ما يبدو في فترة الهيكل الثّاني كذلك. حول مدخل البئر، نرى حجارة منحوتة وبقايا قناة محفورة في الصّخر، كانت تجري عبرها مياه الأمطار المجمّعة من الصّخور نحو البئر.
من خربة العقب، يستمرّ المسار جنوبًا نحو حقل الجثوات، قبل أن ينعطف غربًا إلى داخل المحميّة الطّبيعيّة في جبل الكرمل باتّجاه جسر الزّرقاء.
قواعد السّلوك في المكان
رمات هنديف، والحدائق المُبستنة الحديقة الطّبيعيّة هي أراضٍ خاصّة. نرجو منكم أن تساعدونا في الحفاظ على المكان وأن تحترموا قواعده:
– يُسمح بإشعال النّار في الأرض المُعدّة للـ “بيكنيك” فقط. لا يجوز إشعال النّار في الحدائق!
– يُمنع المبيت في المكان.
– يجب إنهاء الزّيارة قبل حلول الظّلام.
– عليكم السّير في المسارات المُحدّدة فقط.
– الرّجاء الحفاظ على نظافة المكان.
نتمنّى لكم زيارة مُمتعة!
لديك سؤال؟ يسرّنا أن نساعدك
الدخول إلى حدائق الذكرى يمرّ عبر بوابة في أعلاها شعار عائلة روتشيلد (الشعار بطريقة مجسّمة موجود في كتيّب الإرشاد).
بعد المرور عبر البوابة نجد أمامنا باحة المدخل المكوّنة من خمسة أسرة ممدّدة من العشب وهي ترمز إلى أبناء مئير الخمسة: أنشيل، شلومو (سلومون)، كالمان، ناتان، وجيمس (يعقوف).
تميّزت البَستنة في القرن الماضي بتصميمِ الحدائق على مستوًى عالٍ من الصيانة، من خلال الاستعانة بتزيين النباتات وبأسس خارجية غريبة عن البيئة، إلى جانب الاستخدام المُفرِط للأسمدة والمبيدات غير الودودة للبيئة. رغم أنّ هذه الطريقة أدّت إلى نتائج فوريّة، إلا أنّ الثمن كان غاليًّا: تلوّث البيئة والمياه الجوفيّة، استنزاف خصوبة التربة، النباتات الغازية، ساعات العمل الطويلة لضبط النموّ السريع واستخدام المعدّات الميكانيكيّة على نحوٍ دائم.