تحتوي المراعي في منطقة رمات هنديف بالأساس على غابات البحر المتوسّط، الكثيفة الأشجار والخشنة، غنية بالبوليفينول. هذه هي الموادّ التي يمكن أن تؤدّي في تركيزات معيّنة إلى إلحاق الضرر بعمليّة هضم الغذاء عند الحيوانات المجترّة. لكنّ الماعز الحليب من السلالات المحلّيّة (مثل: الممبر والشاميّ) التي ترعى في رمات هنديف، تطوّرت بما يتلاءم مع نباتات المراعي المتوسّطيّة، بحيث أنّها تتمكّن من بناء نظامها الغذائيّ على النباتات الغنيّة بالبوليفينول دون الإضرار باستهلاك الغذاء وإنتاج الحليب. المثير للاهتمام، أنّ موادّ البوليفينول هذه ليس فقط أنّها لا تحدّ من إنتاج الحليب في هذه الماعز، بل تحسّن من كفاءة الإنتاج. وهكذا، ترعى الماعز من السلالات المحلّيّة، تنتج حليبًا غنيّ بالبروتين والدهون مقارنة بالماعز من نفس السلالة التي تبقى في الحظيرة وتحصل على علف يُستخدم لإطعام معظم قطعان الماعز لإنتاج الألبان التجاريّ في البلاد.
هذا التحسّن في كمّيّة منتجات الحليب ليس بسبب زيادة استهلاك الغذاء أو الطاقة في الغذاء. من المحتمل أن يكون هذا التحسّن بسبب تحسين وترشيد عمليّات الهضم في الجهاز الهضميّ، ولكن ليس هذا فحسب. نفترض أنّ موادّ البوليفينول، بعضها على الأقلّ، يتمّ امتصاصه في الجهاز الدمويّ، ومن هناك إلى الأنسجة المختلفة، بما في ذلك الضرع.