الفراشات بخير، نحن جميعًا بخير
إنها صغيرة وسحرية وملونة وتعلّمنا عن وضع المنظومة البيئيّة. فكيف لا نحبّها كثيرًا؟ استعدّوا لموسم الذروة لدى الفَراشات!
إنها صغيرة وسحرية وملونة وتعلّمنا عن وضع المنظومة البيئيّة. فكيف لا نحبّها كثيرًا؟ استعدّوا لموسم الذروة لدى الفَراشات!
موسم الذروة لدى الفراشات على الأبواب، وهذه فرصة رائعة لمشاهدتها والاستمتاع بجمالها والتعرّف على قيمتها الهائلة لرصد وضع النُّظُم البيئيّة.
في إسرائيل، تطير الفراشات على مدار السنة، لكنّ الذروة من ناحية أعدادها وكمية أنواعها تكون في الربيع. تجدون من الآن في بارك الطبيعة في رمات هنديف الكثير من الفراشات، وستكون الذروة من منتصف نيسان حتى منتصف أيّار. في هذا الموسم يمكننا أن نشاهد عرضًا رائعًا للفراشات في مراكز الإزهار في الطبيعة والحدائق. إذا توقّفنا ونظرنا إليها، فسوف نرى كيف تهبط على الزهور الملوّنة، وتسحب خرطومها الطويل، وتدخله في قاعدة الزهرة وتمتصّ الرحيق الحلو، ثمّ تطير على الفور إلى زهرة أخرى، وتسحب خرطومها مرّة أخرى وتعاود الكرّة. كل عام، في شهر أيّار، تأتي إلينا الآلاف من الفراشات من الأنواع الحورائيّة. تهاجر هذه الفراشات مثل الطيور وتأتي إلينا في إفريقيا. لكنّ هجرتها متداخلة الأجيال. أي أنها تخرج، تهاجر، تتزاوج، وتلقي الإناث البيض على النباتات الحاضنة، ثمّ تفقّس اليرقات، وتأكل النباتات، وتنمو وتنضج. تخرج الفراشات من الشرانق وتستمرّ في الطيران شمالًا، حتى تصل إلى هنا في الربيع، وعندها نستطيع مشاهدة جمالها. المكان المفضَّل لمشاهدتها هو حديقة بصمة القدم في رمات هنديف.
أدى عصر التنمية الهائلة إلى جانب الاحتباس الحراري العالميّ إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمساحات المفتوحة والنُّظُم البيئيّة الطبيعيّة في البلاد والعالم. كجزءٍ من الجهود المبذولة للحفاظ على المساحات الطبيعية، يتمّ بشكل متواصل إجراء مسوح وبحوث حول التغييرات التي تحدث فيها. يتّضح أنّ الفراشات تشكّل مؤشّرًا بيولوجيًّا يدلّ على التغييرات الطارئة على النُّظم البيئيّة ومجموعات الأنواع القائمة فيها. وقد أظهر العديد من الأبحاث أنّ الأماكن التي يوجد فيها انخفاض في عدد أنواع الفراشات وعدد أفرادها، هناك أيضًا انخفاض في أنواع النباتات والطيور والزواحف وما شابه ذلك. وهكذا أصبحت هذه الكائنات الطائرة اللطيفة بمثابة مؤشّرات بيولوجيّة للمجموعات الأخرى ولوضع المنظومة البيئيّة.
أُجري في رمات هنديف بحث شامل تمّ فيه استخدام الفراشات كمؤشّر بيولوجيّ لفحص تأثير الإنسان على تنوّع الأنواع ونوعية الموائل في البارك. قام بإجراء البحث د. راحيلي شفارتس-تسحور. في إطار البحث، تمّ تحديد مسارات رصد للفراشات في الموائل المختلفة في بارك الطبيعة. كلّ أسبوع، على مدى أربع سنوات متتالية! تم رصد المسارات التي تم تحديدها ووثّقت فيها حركة الفراشات بشكل كامل: الأنواع التي شُوهِدت، أعداد الفراشات من كلّ نوع وغير ذلك. من المعطيات التي تمّ جمعها، تمّ حساب مقاييس التنوّع، مثل: وفرة الفراشات، غناء الفراشات ومقياس متنوّع ومتقدّم للفراشات. من خلال مقارنة مقاييس التنوع، تم تسجيل الاستنتاجات التالية: أحراش الصنوبر المزروعة تحتوي على تنوّع ضئيل للأنواع، رعي الأبقار في المنطقة لا يضرّ بتنوّع الأنواع؛ في المنطقة المُخصَبة بواسطة البستنة هناك تنوّع كبير للأنواع.
يمكن العثور على معلومات مفصّلة عن عجائب الفراشات في كتاب “الفراشات في رمات هنديف” الذي يباع في حانوت الكونسيبت في رمات هنديف. الكتاب مليء بالرسوم الرائعة وهو مناسب أيضًا ككتاب هديّة.
لديك سؤال؟ يسرّنا أن نساعدك