على مدى سنوات كثيرة، احتار أصحاب الأراضي بشأن تحديد الغاية من المكان. كانت هناك خطط لإنشاء حديقة نباتيّة هنا لنباتات العالم والتوراة، وكذلك لإقامة مركز قوميّ للتربية البدنية. في السبعينيات من القرن الماضي، تمّ تكليف الصندوق القومي اليهوديّ (ككال) بإدارة المنطقة، وخلال هذه الفترة تركت الغابات المزروعة
بالصنوبر والسرو والأنواع الأخرى في جميع أنحاء البارك. في منتصف الثمانينيات، تواصلت جمعية حماية الطبيعة مع “ياد هنديف” لهدف تحويل المنطقة إلى بارك يستخدمه الجمهور لأغراض مختلفة.
كانت الخطوة الأولى، وإن كانت تبدو غريبةً، اكتشاف أسرار المكان. وقد أشارت عمليات المسح التي أجريت للمنطقة والمناظر الطبيعية والمواقع الأثرية إلى أنّ المخفيّ أكثر من المكشوف. كان فهم المنظومة البيئيّة المحلية محدودًا جدًّا أيضًا، الأمر الذي منع التنمية المستنيرة (التي تمنع حدوث الضرر غير المقصود بالطبيعة المحلية) للمكان. في ضوء ذلك، تقرّر العمل في عدة اتجاهات في نفس الوقت.
أحد الاتجاهات كان اتجاه البحث، لأنه من الضروري أن يسبق الفهم الممارسة العملية، ولذلك يجب علينا أن نفهم الظروف الطبيعيّة للبارك جيّدًا قبل محاولة تغييرها، تصميمها أو العناية بها. على الرغم من عمليّات البحث المكثّف، نحن نشعر بأنّ هناك مجالًا لمزيد من تراكم المعرفة. ستجدون أدناه لمحة موجزة عن الأنشطة البحثيّة. كذلك، يمكنكم الاستفادة من ثمار الأبحاث المختلفة، كما تمّ تلخيصها في مختلف الكتيبات المتاحة للجمهور.
كان اتّجاه العمل الثاني هو الحفريات الأثرية والكشف عن مواقع الاستيطان القديمة في البارك. وبهذه الطريقة، تم حفر خربة عقب وأعيد ترميم بيت المزرعة الموجود فيها مع مختلف المنشآت الزراعيّة؛ خربة علق لا تزال قيد التنقيب، لكن تمّ حفر وترميم عين تسور (عين أمّ العلق) ونظام المياه الخاصّ فيها (غدير، قنوات، مسبح روماني وحمام)، وهذا ما يجعلنا نتمتّع بها. وعلى نحوٍ مشابه، تمّ العثور على مقبرة قديمة (حقل المدافن) في جنوب البارك وتمّ تنظيفه (انظر فصل علم الآثار).
كان اتّجاه العمل الثالث إعداد البارك للنزهات. تمّ شقّ شبكة من المسارات المؤدّية إلى مواقع البارك الرئيسيّة. المسارات دائريّة بمعظمها – تبدأ وتنتهي في حديقة الذكرى. تتميّز المسارات بدرجات متفاوتة من الصعوبة وقد وضعت فيها علامات توجيه بشكلٍ جيّد، وتتوفّر لكلّ مسار ومسار ورقة معلومات.
اتّجاه العمل الرّابع هو إدارة البارك. منذ البداية، ظهرت الحاجة إلى ضرورة المساهمة الفعّالة البشريّة في إدارة شؤون الطبيعة في البارك. هذه المساهمة مشتقّة من كون البارك مغطّى، على غرار مناطق الغطاء النباتي المتوسّطية الأخرى (الأشجار والشجيرات)، والغطاء