اختارَ جيمس دي-روتشيلد، ابن “الكريم المعروف”، هذا الموقع الطبيعيّ ليبني فيه عزبةَ قبرِ والديه عيدا (أدلايد) وبنيامين (إدموند) دي روتشيلد، حيث وضع قبل أن يبدأ العملَ معايير واضحة للتصميم:
أ. تحقيق أمنية والده بأن يُدفَن راحةً لنفسِه على سلسلة جبل الكرمل، أو الـ”صخرة” كما كان يُسمّيها.
ب. مغارة قبر منحوتة في صخر الجبل، تتمتّع بقدرة عالية على الثبات لسنواتٍ طويلة.
ج. حول مغارة القبر، يتمّ تصميمُ حدائق جميلة المنظر تبقى مزهرةً على مدار أيّام السّنة.
د. يكون مصدر موادّ البناء والحجر من إنتاج البلاد فقط!
يُعتبر تصميمُ الحديقةِ المعماريُّ ثمرةَ أفكار أوريئيل (أوطو) شيلر، الذي استعان بمهندسِ الحدائق شلومو (واينبرغ) أورين من كيبوتس ياغور لتصميم الغطاء النباتي. تمّ وضع الإشراف الفعليّ تحت مسؤولية البستانيّ ذي اليد الخضراء حايم ليطه من برديس حنه، والذي قام بعملٍ دقيقٍ في تطبيق خطّة الهندسة المعماريّة. قامت شركة “سوليل بونيه” بتنفيذ العمل فعليًّا. لتلبية المعايير الجماليّة للحديقة، استجاب الفنّانان روده ويسرائيل طراوب من زخرون يعقوب للمساهمة وقد تمّ نصب تماثيل حجريّة من إبداعهما في الحديقة.
إنّ تصميم المنظر الطبيعي في الحدائق، يُساعد على استغلال المكان الجغرافيّ المُميّز للموقع: الأفق المفتوح على البحر الأبيض المتوسّط غربًا، وعلى جبال السّامرة شرقًا. بيوت زخرون يعقوب الجميلة تبدو من الجهة الشمالية لتُذكّر بالعمل الوافي الذي قام به البارون روتشيلد في ترسيخ الاستيطان العبريّ وفي دعمه له.