AL14_09_30_0836-aspect-ratio-x

مناطق عازلة لمنع الحرائق في المناطق المفتوحة

الحرائق في المناطق المفتوحة مثل الغابات والأحراج التي تحدث لنا في البلاد كلّ عام تقريبًا ليست طبيعيّة. هذه الحرائق ناتجة عن فعل بشريّ عن طريق الخطأ أو عن قصد. تنتشر الحرائق أحيانًا في المناطق المفتوحة الغنيّة بالنبات (غابات مزروعة، محميات طبيعية)، وتضرّ بالبلدات المجاورة، وأحيانًا يكون اتجاه الحريق معاكسًا: من البلدات المأهولة إلى المناطق الطبيعيّة أو المزروعة.

Picture2

في شهر أيّار 1980، اندلع حريق كبير في منطقة رمات هنديف، وانتشر من أقنان الدجاج في كيبوتس معين-تسفي شمال المتنزّه، وأحرق حوالي 50% من مساحة المتنزه اليوم.

بعد هذا الحريق، أثيرت قضيّة إدارة المناطق المفتوحة بشكل عامّ، ومنع الحرائق في المناطق المفتوحة بشكل خاصّ، وتعمّقت أهميّتها في وعي إدارة رمات هنديف. في أواخر الثمانينات، تمّ إدخال رعي الأبقار إلى المنطقة، إلى جانب التخفيف من النباتات المزروعة.

بموازاة الإجراءات الميدانيّة، تمّ تطوير بحث مرافِق تناول آثار الحريق على النظام البيئيّ، إلى جانب تطوير أدوات لمنع الحريق التالي، أو على الأقلّ لتقليل أضراره.

يوفّر موديل المناطق العازلة (fuel break zones) إمكانيّة منع انتشار حرائق الغابات والأحراج إلى البلدات، أو منها إلى المتنزه، عن طريق كسر التواصل الأفقيّ والعموديّ للنباتات في قطاع التماس الواقع بين البلدة والمنطقة المفتوحة. ويتمّ القيام بذلك عن طريق التخفيف الكبير من النباتات المزروعة وإزالة الغطاء النباتيّ العشبيّ بوسائل ميكانيكيّة أو عبر الرعي المكثّف للحيوانات.

تمّ، في رمات هنديف، تطبيق هذا الموديل بعد توصيات لجنة التحقيق في حريق الكرمل (1989)، وأقيمت المنطقة العازلة تدريجيًّا في السنوات 1991-1994.

Picture1

تمّ تقليم وتخفيف الحُرج في رمات هنديف، المتاخم لحيّ نَفِي ريمز (زخرون يعقوف)، بحيث لا تتسبّب الشجرة التي تسقط نتيجة حريق في إشعال شجرة أو شجيرة مجاورة، الأمر الذي سيزيد من خطر انتشار الحريق في رؤوس الأشجار.

تتمّ صيانة المنطقة العازلة باستخدام الرعي المكثّف لقطيع من الأبقار، بهدف إزالة الطبقة العشبيّة الجافّة التي يمكن أن تشكّل فتيلَ حريق في فصل الصيف. كنتيجة لهذه الخطوة، تتّخذ المنطقة مظهرًا يذكّر بحُرج متنزّه مفتوح أو، قد يقول البعض إنها تشبه السافانا.

يرعى قطيع البقر في المنطقة العازلة بطريقة مركّزة ومراقبة، حين يكون العشب لا يزال أخضر في معظمه. مع بداية الصيف تظلّ المنطقة مهدّدة بسبب النباتات العشبيّة القابلة للاشتعال، وعندها يتمّ إدخال الماعز لإكمال المهمّة عن طريق أكل بعض النباتات المزروعة وقمع تجدّد الأشجار والشجيرات. كنتيجة لذلك، يقلّ خطر انتشار النيران وخروجها عن السيطرة وإلحاقها الضرر بالمنطقة المأهولة، أو انتشارها إلى بقيّة أنحاء المتنزه.

منذ إنشائها وحتى اليوم تُجرى أبحاث مختلفة في المنطقة العازلة، بهدف التعلّم عن معدّل تجدّد الشجيرات بعد قطعها، وتأثير المعالجات البيئيّة على تشكيلة وتنوّع المجتمعات النباتية، المفصليّات والطيور المعشّشة.

ربّما يثير اهتمامك أيضًا...

إمكانية الوصول

مسار متاح للكرسي المتنقّل

الدخول إلى حدائق الذكرى يمرّ عبر بوابة في أعلاها شعار عائلة روتشيلد (الشعار بطريقة مجسّمة موجود في كتيّب الإرشاد).
بعد المرور عبر البوابة نجد أمامنا باحة المدخل المكوّنة من خمسة أسرة ممدّدة من العشب وهي ترمز إلى أبناء مئير الخمسة: أنشيل، شلومو (سلومون)، كالمان، ناتان، وجيمس (يعقوف).

لمزيد من المعلومات >>

تناول الطعام هنا

تناول الطعام هنا
لمزيد من المعلومات >>

الاستدامة - بين الإنسان والبيئة

بستنة مستدامة

تميّزت البَستنة في القرن الماضي بتصميمِ الحدائق على مستوًى عالٍ من الصيانة، من خلال الاستعانة بتزيين النباتات وبأسس خارجية غريبة عن البيئة، إلى جانب الاستخدام المُفرِط للأسمدة والمبيدات غير الودودة للبيئة. رغم أنّ هذه الطريقة أدّت إلى نتائج فوريّة، إلا أنّ الثمن كان غاليًّا: تلوّث البيئة والمياه الجوفيّة، استنزاف خصوبة التربة، النباتات الغازية، ساعات العمل الطويلة لضبط النموّ السريع واستخدام المعدّات الميكانيكيّة على نحوٍ دائم.

لمزيد من المعلومات >>