في العقود الأخيرة، أدى نمط الحياة الغربي، الذي يتضمن البقاء في المباني ومشاهدة الشاشات، إلى ابتعاد الإنسان عن الطبيعة وفصله عنها. تظهر الأبحاث أن أسلوب الحياة هذا يؤدّي إلى السمنة واضطرابات الإصغاء والتركيز وإلى مشاكل حركية واكتئاب وغير ذلك، وقد سمّيت هذه الظواهر باسم”Nature deficit disorder” أو “اضطراب نقص الطبيعة”(Maynard, 2007; Lindemann-Matthies & Knecht, 2011) .
يوفّر التعليم في الأماكن الطبيعية اتصالاً متجددًا بالبيئة ويجيب، ضمن الإطار التعليمي، عن هذه النواقص. إن المكوث معًا في مساحة طبيعية، وبحث وتعلم مجموعة متنوعة من مجالات المعرفة، لا يتيح المكوث في أحضان الطبيعة فحسب، وإنّما الإصغاء لها، وتحسّس الهدوء والسكينة التي تستحضرها، والانفعال من مناظرها وروائحها وأصواتها ومذاقاتها، أيضًا. إن تبني البيئة الطبيعية كمساحة للتعلم يساعد الأطفال على الشعور باتصال أعمق بالطبيعة، وبحبّها والشعور بأنّهم جزء منها (مرغولين، 1947).
إن التعلم في الأماكن الطبيعية له فوائد وإيجابيات عديدة على الصعيد الإدراكي، العاطفي والاجتماعي. إنه يتيح إمكانية تطبيق عملية تعلم حقيقية من خلال التجريب المباشر والتجربة المُلهِمة والمثيرة للاهتمام والفضول لدى الطلاب. التعليم في الأماكن الطبيعية يمكنه أن يعزّز المهارات المطلوبة في العالم المتغير: تطوير الإبداع،