DSC05932-aspect-ratio-x

تصميم الحدائق

Amit_geron a0114

اختارَ جيمس دي-روتشيلد، ابن “الكريم المعروف”، هذا الموقع الطبيعيّ ليبني فيه عزبةَ قبرِ والديه عيدا (أدلايد) وبنيامين (إدموند) دي روتشيلد، حيث وضع قبل أن يبدأ العملَ معايير واضحة للتصميم:

أ. تحقيق أمنية والده بأن يُدفَن راحةً لنفسِه على سلسلة جبل الكرمل، أو الـ”صخرة” كما كان يُسمّيها.

ب. مغارة قبر منحوتة في صخر الجبل، تتمتّع بقدرة عالية على الثبات لسنواتٍ طويلة.

ج. حول مغارة القبر، يتمّ تصميمُ حدائق جميلة المنظر تبقى مزهرةً على مدار أيّام السّنة.

د. يكون مصدر موادّ البناء والحجر من إنتاج البلاد فقط!

يُعتبر تصميمُ الحديقةِ المعماريُّ ثمرةَ أفكار أوريئيل (أوطو) شيلر، الذي استعان بمهندسِ الحدائق شلومو (واينبرغ) أورين من كيبوتس ياغور لتصميم الغطاء النباتي. تمّ وضع الإشراف الفعليّ  تحت مسؤولية البستانيّ ذي اليد الخضراء حايم ليطه من برديس حنه، والذي قام بعملٍ دقيقٍ في تطبيق خطّة الهندسة المعماريّة. قامت شركة “سوليل بونيه” بتنفيذ العمل فعليًّا. لتلبية المعايير الجماليّة للحديقة، استجاب الفنّانان روده ويسرائيل طراوب من زخرون يعقوب للمساهمة وقد تمّ نصب تماثيل حجريّة من إبداعهما في الحديقة.

إنّ تصميم المنظر الطبيعي في الحدائق، يُساعد على استغلال المكان الجغرافيّ المُميّز للموقع: الأفق المفتوح على البحر الأبيض المتوسّط غربًا، وعلى جبال السّامرة شرقًا. بيوت زخرون يعقوب الجميلة تبدو من الجهة الشمالية لتُذكّر بالعمل الوافي الذي قام به البارون روتشيلد في ترسيخ الاستيطان العبريّ وفي دعمه له.

Amit_geron a0006

في صلب خطّة حدائق الذكرى يكمن مبدأ الثنائيّة: الذي بحسبه تُعتبر الحديقة، في الواقع، عِزبة قبرٍ من جهة، ولكنها مع ذلك تستقبل الكثير من الزوّار الوافدين إليها، من جهةٍ أخرى. إنّ هذا التناقض الصّارخ بين الحياة والموت، يتّجلّى من خلال جوانب إضافيّة في الحديقة:

1. مساحات مغلقة ومحاطة تتحوّل إلى نوافذ مفتوحة على المنظر الطبيعيّ البعيد.

2. مساحات بستنة مكثّفة تندمج ضمن مساحات واسعة.

3. نمط بستنة تقليديّ في مقابل نمط بستنة حرّ

4. نباتات زينة من الثقافة مقابل نباتات بريّة من الطبيعة.

5. خِدَع أضواء وظلال.

6. وأخيرًا، عنصر المياه التي ترمز إلى الحياة النابضة في نوافير، الجارية في الترع والقنوات، وكذلك المتلاحمة مع البحر الكبير والتي تُدخلُه إلى داخل الحديقة.

 

تمّ حفرُ مغارة القبر في المنطقة الصخريّة الأعلى في الموقع، وحولها حدائق جانبيّة، تتميّز كلّ واحدةٍ منها بنمطٍ خاصٍّ بها:

أ. حديقة الورود التي تضمّ أسِرّة من الورود المُرتَّبة بنمطٍ أوروبيّ متماثلٍ وتقليديّ، والمُدمجة مع نوافير مياه يعلوها سقف حجريّ وتمثالُ ساعةٍ شمسيّة صُنع من الحجرِ هو أيضًا.

ب. حديقة النخيل، التي تحتوي على مجموعةٍ تضمّ نحو 20 نوعًا من أشجار النخيل وما شابهها.

ج. حديقة الشلالات، المُصمَّمة بنمطٍ إيطاليٍّ والتي تندمج مع مرقب يطلّ على البحر الأبيض المتوسّط.

د. حديقة العطور، التي تتيح لجمهور الكفيفين، أيضًا، التمتّع بالأحاسيس التي تُثيرها الحديقة.

التنزّه في أرجاء حدائق الذكرى يُعتبر تجربةً للحواسّ كلها، وهو يُعتبر ملائمًا لجمهور هدف واسع من مختلف الأعمار ومجالات الاهتمام، كما إنّه مُتاح للأشخاص الذين لديهم إعاقةٌ جسديّة.

 

ربّما يثير اهتمامك أيضًا...

إمكانية الوصول

مسار متاح لضعاف البصر

تقع باحة القبر بناءً على مدى أهميّتها في مركز الحديقة. أوريئيل شيلر، المخطّط، هو الذي صمّم فكرة مغارة القبر، والتي تذكّر بمغارة المكفيلة.

لمزيد من المعلومات >>

تناول الطعام هنا

تناول الطعام هنا
لمزيد من المعلومات >>

الاستدامة - بين الإنسان والبيئة

بستنة مستدامة

تميّزت البَستنة في القرن الماضي بتصميمِ الحدائق على مستوًى عالٍ من الصيانة، من خلال الاستعانة بتزيين النباتات وبأسس خارجية غريبة عن البيئة، إلى جانب الاستخدام المُفرِط للأسمدة والمبيدات غير الودودة للبيئة. رغم أنّ هذه الطريقة أدّت إلى نتائج فوريّة، إلا أنّ الثمن كان غاليًّا: تلوّث البيئة والمياه الجوفيّة، استنزاف خصوبة التربة، النباتات الغازية، ساعات العمل الطويلة لضبط النموّ السريع واستخدام المعدّات الميكانيكيّة على نحوٍ دائم.

لمزيد من المعلومات >>